غيوم سوداء
نظرت الى عينيه فرات الكثيرتلمست حيرته وتردده فذعرت . شعرت انة يريد ان يقول شيئا لا بل اشياء لكن الكلمات كانتمتجمده على شفتين في وجه مصفر حتى بدا كالاموات . بل انة ميت يمشي .
" لااريد رؤية الرعشة علىاطراف اناملك .... اريدك قوية "
شدت على قبضتها وهي تدرك انامرا عضيما قد وقع فهمست بصوت ضعيف بالكاد غادر حنجرتها :
"لن يحصل اسوء مما حصل حتىالان "
لمحت دمعة تحركت في عينيهفهالها مارأت لكنها تماسكت لانها وعدته لكن لما لا يتماسك هو ايضا ؟
" انت تعرفين جيدا هناكاشخاصا ولدو ليكونة عضماءا .... عضماء في حياتهم ومماتهم."
انفطر قلبها وهي تسمع كلماتهحاولت استيعاب ماقال لكنها عجزت. بحثت عن كلمة تقولها فلم تجد مايقال . حاولت ان تنطقفهرب صوتها . ارادت .... فلم تعد تملك اي ارادة. مد يده وامسك بكفها تحسس اطرافاصابعها وهو يقول بحزن :
" يجب ان تشعريبالفخر ولا اريدك ان تتقبلي ايعزاء ..... فلا عزاء "
التزمت الصمت وتبعته بهدوء وهيتحاول ان تعرف اذا كانت في كابوس مزعج او في واقع مرير . عبرا الجسر الى الضفة الثانيةو هي لاتبحث عن جواب بل شعرت ان عقلها يرفض التلبية و البحث عن جواب لسؤال تائه .عبرا الى هناك مازالت اعمدة الدخان تواصل ارتفاعها نحو السماء مشكلة غيومسوداء . تلفتت حولها كان حطام الزجاج وبقايا البضائع المحترقة تروي قصة ماحدثباسهاب .... اعترضطريقهما شرطي :
" اسف انها منطقة خطرة"
" انا خطيبة الضابط جلالوكنت ساكون زوجته بعد اسبوعان "
طأطأ رأسه ثم فسح لها المجاللتمر وهو يقول بحزن والم :
" لقد فدا العشرات انهالشهيد السعيد ."
وقفت واغمضت عيناها فشعرت انهاتعرف مكانه . فقادتها قدماها الى حيث كان هو واقف . فوجدت شيخا بملابس ممزقة على وجههاثار رماد يركن صخرة يحفر عليها وهو يبكي . اقتربت اكثر ثم التفتت الى الخلف كاناخيها واقفا يراقبها بصمت . نظرت الى عينيه مجددا فأومأ لها لتستمربسيرها فتحلت بالشجاعة واقتربت من الصخرة فقرأت
" هنا الشهيد الضابط جلال"
" الدين ...اسمه جلال الدين ."
رفع الشيخ رأسه ونظر اليها ثمقال وهو يكفكف دموعه
" لقد انقذ حياتنا .. رحمهالله "
شعرت برغبة لان تصرخ باعلىصوتها فنظرت الى اخيها فاستمدت منه بعض القوة .
" كيف ؟"
" لمحه من بعيد فادركنوايا الشر في عينيه فركض نحوه وحاول منع شره بجسده " اطلق الشيخ صرخة وهو يقول
" وا اسفاه وا اسفاه اختلطدمه الطاهر مع دم ذلك الشيطان "
انهارت باكية بالم وحرقةلكنها سرعان ماتماسكت
" لا انه لم يمت ... انهمني قريب ... اني اشعر به وبسعادته . بل اني اسمع صوته وهو يقول "" اوفيت بعهدي"" كان دائما يقول ان حمايتهم مسؤليتي و انهم عهدي واخشى التقصير . اليوم اوفى بعهدهمعكم "
انكب الشيخ علىالصخرة يواصل حفره لاسم جلالدون ان يكف عن البكاء . تلفتت حولها وهي تتساءل عما اذا سياتي يوما تمر من هنا دون انتذكر جلال ... استبعدت الامر تماما لانها اذا نست جلال لن تنسى رجلا لايمت بصلة لهمنكبا يحفر اسمه على صخرة. مع ان فراقه يألمها لكنها شعرت بشيئ من براحة لانةحتى في مماته لم يكن عاديا .